التجويد المبسط (الحلقة الأولى)
الشيخ حلمي البدري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم. مرحبا بكم أهل القرآن اخترت هذا العلم علم التجويد والقراءات لأهميته لدى كل مسلم ومسلمة حتى تعرف كيف تقرأ كتاب الله على الوجه الذى يرضى به الله عنا وكما نزل على رسول الله صل الله عليه ووصل إلينا.
ويُعد علم التجويد من أشرف العلوم وأعلاها منزلة على الإطلاق. ذلك من جهة تعلقه بكتاب الله شرف المتعلق بشرف المتعلق به.
وسوف نشرحه بشكل مبسط على مراحل إن شاء الله . وأسأل الله أن يبارك فيكم جميعا وأن يجعلني وإياكم من اهل الله وخاصته.
وهذه هي الأبواب التي سوف تناولها بإذن الله تعالى :
تعاريف مدخل علم التجويد أحكام
الإستعاذة
البسملة
أحكام النون الساكنة والتنوين بكل تفاصيلها
حكم النون والميم المشددتين
ومراتب الغنة أحكام
الميم الساكنة وميم الجمع
أحكام اللآمات السواكن
التفخيم والترقيق
القلقلة
المد والقصر ألقاب المدود.
ما هي القراءة؟
أولا: القراءة هي الاختيار المنسوب لإمام من الأئمة بكيفية القراءة للفظ القرآني على ما تلقاه مشافهة بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قراءة نافع قراءة عاصم.
ثانيا: من هو القارئ ؟
القارئ أو الإمام: هو الشخص الذي تنتهي إليه نسبة القراءة كأن نقول القارئ نافع أو القارئ عاصم ولكل إمام قاري راويين الإمام نافع يروي عنه قالون وورش والإمام عاصم يروي عنه شعبة وحفص.
ثالثا: ماذا نقصد بالراوي ؟
الراوي: هو الذي أخذ عن القارئ ونقل عنه سواء مباشرة أو بواسطة. قالون وورش يرويان عن نافع شعبة وحفص يرويان عن عاصم.
ما هي الطريق ؟ رابعا الطريق هي ما نسب للناقل عن الراوي وإن سفل نقول حفص عن عاصم من طريق الشاطبية أو ورش عن نافع من طريق الأزرق. ترجمة الإمام عاصم هو عاصم بن عبد الله بن بهدلة أبي النجود الكوفي، وأمه اسمها بهدلة وهو تابعي جليل، ويعرف بكنيته أبو بكر، وهو أحد القراء السبعة. انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق ، جمع بين الفصاحة والتجويد والإتقان والتحرير وكان أحس الناس صوتاً بالقرآن الكريم توفي رحمه الله سنة 127 هـ .
ترجمة الراوي حفص : هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الاسدي الكوفي البزاز نسبة لبيع البز أي "الثياب" وكنيته أبو عمر - ولد سنة تسعين هـ وأخذ القراءة عرضاً. التجويد
مدخل في علم التجويد
علم التجويد له - كغيره من الفنون - مبادئ عشرة ينبغي لطالب العلم أن يتعرف يتبين له خصائصه وصفاته وهذه المبادئ العشرة نظمها بعض أهل العلم. التجويد مدخل في علم التجويد علم التجويد له - كغيره من الفنون -
مبادئ علم التجويد العشرة
مبادئ عشرة ينبغي لطالب العلم أن يتعرف عليها حتى يتبين له خصائصه وصفاته وهذه المبادئ العشرة نظمها بعض أهل العلم. بقولهم: إِنَّ مَبَادِي كُلِّ فَنَ عَشَرَهُ
الحد والموضوع ثُمَّ الثَّمَرَة وَفَضْلُهُ وَنِسَبُه وَالْوَاضِعُ والاسم الاسْتِمْدَادُ
حكْمُ الشَّارِعُ مَسَائِلُ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكتفى ... وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفًا.
ما هو علم التجويد؟
تعريف التجويد في اللغة مصدر جود؛ أي حسن؛ فالتجويد إذا معناه التحسين التجويد اصطلاحا: هو إخراج كل حرف من مخرجه، مع إعطائه حقه ومستحقه. فحق الحرف هو مخرجه، وصفاته التي لا تفارقه كالهمس والجهر ومستحقه هو الصفات التي يوصف الحرف بها أحيانًا، وتفارقه أحيانًا؛ كالتفخيم والترقيق .
بالنسبة للراء، فهي صفات عارضة تأتي على الحرف وتزول عنه.
وينقسم التجويد إلى قسمين قسم عملي تطبيقي وهو قراءة القرآن الكريم مرتلا مجودا .
وقسم علمي نظري هو معرفة أحكام التجويد من إظهار وإدغام ومد. التجويد اسمه علم التجويد.
فيما يبحث علم التجويد ؟
الموضوع الذي يبحث فيه علم التجويد هو : الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، دون تكلف في النطق أو تعسف.
ما الثمرة المرجوة من علم التجويد ؟
الثمرة المرجوة من علم التجويد هي: صون اللسان عن اللحن؛ وهو الميل عن الصواب عند قراءة كتاب الله - تعالى؛ فصون القارئ لسانه عن الخطأ واللحن في كتاب الله يضمن له كمال الأجر والثواب، ونيل رضا ربه، وتحصل له السعادة في الدارين كيفية صون اللسان من اللحن او الخزا -
1- معرفة مخارج الحروف.
2- معرفة صفاتها.
3- معرفة أحكام الكلمات القرآنية.
4- رياضة اللسان، وكثرة التكرار نسبته علم التجويد أحد العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم؛ وذلك لأن الشرع الحنيف هو الذي أتى بأحكامه. واضعه.:- إن الذي وضع هذا العلم - من الناحية العملية التطبيقية هو سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن طريق تلقيه عن جبريل - عليه السلام .. عن رب العزة - عز وجل - ثم أخذه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقاه التابعون عن الصحابة، وهكذا إلى أن وصل إلينا مجودًا متواترا في كل فترة نقل فيها.
أما الذي وضعه من الناحية العلمية أو النظرية؛ أي: وضع قواعده، وأصل أصوله. ووضع أحكامه ومسائله، فهذا أمر فيه خلاف فقيل: إن واضعه من هذه الجهة هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقيل: أبو الأسود الدولي وقيل: وضعه حفص بن عمر الدوري، وقيل: بل وضعه أئمة القراءة. فضله:- يعد علم التجويد من أشرف العلوم وأعلاها منزلة على الإطلاق، وذلك من جهة ت الله شرف المتعلق بشرف المتعلق به. استمداده:- استمد أهل الأداء وعلماء القراءة هذا العلم من الكيفية التي أقرأ بها جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم وقرأ بها النبي، وهذه الكيفية وصلت إلينا عن طريق الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - ثم التابعين، ثم أهل التلاوة والأداء المتصل سندهم بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ما حكم الشرع في علم التجويد ؟ وما الدليل ؟
لقد أوجب الشرع الحنيف على كل من يريد أن يقرأ القرآن أن يتلوه تلاوة مجودة وجعل ذلك مناط كمال الأجر والثواب على التلاوة؛ فقد فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين من يقرأ القرآن وهو ماهر به؛ أي: يتلوه تلاوة مجودة، ومن يتلوه وهو غير ماهر به؛ أي: على غير علم بأحكام القراءة، فقال صلى الله عليه وسلم: "الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليه شَاقٌ له أجران" متفق عليه. لذلك، كان تعلم تجويد القرآن وأحكام التلاوة ) من الناحية النظرية العلمية ( فرض كفاية، إذا قام به البعض من خاصة الناس سقط عن الآخرين أما العمل به في تلاوة كتاب الله ) من الناحية العملية التطبيقية فهو فرض عين على كل من يريد أن يقرأ شيئا من القرآن
-الدليل على وجوبه؟
قد جاء في الكتاب والسنة وإجماع الأمة. أما الدليل من الكتاب فقوله تعالى : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) [المزمل: 4]، والأمر هنا للوجوب حيث لم يرد ما يصرف هذا الوجوب إلى الاستحباب، أو الندب او الجواز. والدليل من السنة المطهرة قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عنه سيدنا أبو هريرة - رضي الله عنه -: ((مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِي حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ، يَجْهَرُ به )) رواه البخاري ومسلم في صحيحه / 1883].
ومنها ما ثبت من حديث موسى بن يزيد الكندي - رضي الله عنه - قال: كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يُقرى رجلاً ، فقرأ الرجل: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ والمساكين ) [التوبة: 60] مرسلة دون مد ، فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله . صلى الله عليه وسلم فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ) [التوبة: 60] ومدها المد الواجب المتصل اربع حركات . ويدل هذا على أن ابن مسعود أنكر على الرجل قراءته كلمة (الفقراء) بالقصر؛ أورده الألباني في "السلسلة الصحيحة" 5 / 279 ؛ وذلك لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم أقرأه إياها بالمد وفي ذلك دلالة واضحة على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة مجودة موافقة لأحكام علم التجويد.
أما دليله من الاجماع فقد انعقد إجماع الأمة من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على وجوب قراءة القرآن وتلاوته بالكيفية التي قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأ بها الصحابة، وتلقاها عنهم التابعون، وأئمة القراءة. وأهل الأداء، إلى يومنا هذا ، ولم يشد عن هذا الإجماع أحد؛ ولذلك لا يجوز لأي قارئ أن يتلو القرآن بغير تجويد.
يقول الإمام ابن الجزري :
والأخذ بالتجويد حتم لازم ..... من لم يجود القرآن أثم
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا .
وهو أيضا حلية التلاوة ... وزينة الأداء والقراءة .
فقد جعله ابن الجزري واجبًا شرعيا يأثم الإنسان بتركه، وبه قال أكثر العلماء والفقهاء؛ وذلك لأن القرآن نزل مجودًا، وقرأه الرسول على جبريل كذلك، وأقرأه إلى الصحابة، فهو سنة نبوية. الخلاصة في حكمه من الناحية العلمية النظرية فرض كفاية من الناحية العملية التطبيقية فرض عين.
مسئله:- يبحث علم التجويد في مجموعة من القضايا والقواعد الكلية، التي يتعرف بها على جزئيات هذا العلم، التي وضعها أهل الأداء وعلماء القراءة، نحو أحكام المد والقصر، والنون الساكنة والتنوين).
جمع وإعداد الشيخ حلمى البدري
معلم التجويد القراءات بمعهد أبو عمرو الداني للقراءات والتجويد وعلوم القرآن.
مقالات ذات صلة
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
آداب تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
فضل القرآن العظيم
الإمام نافع المدني
مقدمة عن القراءات القرآنية
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
المصادر
الإتقان في علوم القرآن للامام السيوطي
التيسير فى علوم القرآن
التجويد المبسط
العميد فى علم التجويد
شرح المقدمة الجزرية لفضيلة الشيخة هاله سرحان حفظها الله ورعاها
التعليقات