فضل القرآن العظيم

فضل القرآن العظيم
منذ 8 أشهر
222 مشاهدة

فضل القرآن العظيم

الشيخ أبو بكر محمد

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

إن القرآن الكريم كلام الله هو الحبل المتين والسراج المنير. قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  ) (الزمر : 23).

فالقرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة إلى يوم القيامة، أيد الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وتحدى بها الكفار. 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: 88)

 فلما عجزوا عن ذلك عن أن يأتوا بمثله قال لهم سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍۢ مِّثْلِهِۦ مُفْتَرَيَٰتٍۢ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ) . (هود ١٣)

وحينما سمع أمية بن خلف هذا القرآن الكريم وتفكر وتدبر فيه وعلم أنه كلام الله لم يستطع إلا ان يقول مفتريًا على الله الكذب إنه سحر، فقال تعالى في ذلك: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} (المدثر26)

كل هذه آيات تدل على أن القرآن كلام الله ومعجزة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم معترفًا ومقرًّا بهذه النعمة العظيمة: "ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، ألا يُوشِكُ رجُلٌ شبعان على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه" حديث صحيح

وقد حثنا القرآن الكريم والنبي الأمين صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدبر معانيه،

 فقال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة البقرة:121] وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ. حديث صحيح

 وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ" رواه مسلم (804). 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:  يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ - وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ - قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. رواه مسلم (805). 

والمسلم لا يحرم نفسه الأجر من تلاوة القرآن وسماعه في جميع الأحوال، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدرات كل مسلم في تلاوة القرآن، فهناك الماهر بالقرآن ومنهم من يقرأ بصعوبة ويبذل مجهودا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الذي يقرَأُ القرآنَ وهو مَاهِرٌ به مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرَأُ القرآنَ ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شَاقٌ لَهُ أجْرَانِ»

 بل أمرنا الله تعالى بالاستماع للقرآن الكريم والإنصات له: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (204 الأعراف)  
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره فقال لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي القرآن. فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا".فقال النبي: حسبك الآن. قال عبد الله بن مسعود: فنظرت فإذا عيناه تذرفان.


إن القران الكريم سبب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، وقد حذر ربنا مِن هجر القرآن فقالَ: "وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًاووَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا" (الفرقان: ٣٠ - ٣١) 

إن فضائل هذا الكتاب العظيم لا تعد ولا تحصى. وعلى المسلم أن يعلم أن سعادته في التمسك بهذا الكتاب وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضى عنه الله عز وجل

بقلم الشيخ أبو بكر محمد مرسي ابراهيم
معلم القرآن الكريم والتجويد بأكاديمية تواقة

مقالات  ذات صلة
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
فضل تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
الإمام نافع المدني
مقدمة عن القراءات القرآنية
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
آداب تلاوة القرآن الكريم
 

التعليقات


مقالات ذات صلة

منذ 8 أشهر

فضل القرآن العظيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

إن القرآن الكريم كلام الله هو الحبل المتين والسراج المنير. قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  ) (الزمر : 23).

فالقرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة إلى يوم القيامة، أيد الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وتحدى بها الكفار. 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: 88)

 فلما عجزوا عن ذلك عن أن يأتوا بمثله قال لهم سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍۢ مِّثْلِهِۦ مُفْتَرَيَٰتٍۢ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ) . (هود ١٣)

وحينما سمع أمية بن خلف هذا القرآن الكريم وتفكر وتدبر فيه وعلم أنه كلام الله لم يستطع إلا ان يقول مفتريًا على الله الكذب إنه سحر، فقال تعالى في ذلك: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} (المدثر26)

كل هذه آيات تدل على أن القرآن كلام الله ومعجزة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم معترفًا ومقرًّا بهذه النعمة العظيمة: "ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، ألا يُوشِكُ رجُلٌ شبعان على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه" حديث صحيح

وقد حثنا القرآن الكريم والنبي الأمين صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدبر معانيه،

 فقال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة البقرة:121] وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ. حديث صحيح

 وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ" رواه مسلم (804). 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:  يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ - وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ - قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. رواه مسلم (805). 

والمسلم لا يحرم نفسه الأجر من تلاوة القرآن وسماعه في جميع الأحوال، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدرات كل مسلم في تلاوة القرآن، فهناك الماهر بالقرآن ومنهم من يقرأ بصعوبة ويبذل مجهودا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الذي يقرَأُ القرآنَ وهو مَاهِرٌ به مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرَأُ القرآنَ ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شَاقٌ لَهُ أجْرَانِ»

 بل أمرنا الله تعالى بالاستماع للقرآن الكريم والإنصات له: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (204 الأعراف)  
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره فقال لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي القرآن. فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا".فقال النبي: حسبك الآن. قال عبد الله بن مسعود: فنظرت فإذا عيناه تذرفان.


إن القران الكريم سبب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، وقد حذر ربنا مِن هجر القرآن فقالَ: "وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًاووَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا" (الفرقان: ٣٠ - ٣١) 

إن فضائل هذا الكتاب العظيم لا تعد ولا تحصى. وعلى المسلم أن يعلم أن سعادته في التمسك بهذا الكتاب وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضى عنه الله عز وجل

بقلم الشيخ أبو بكر محمد مرسي ابراهيم
معلم القرآن الكريم والتجويد بأكاديمية تواقة

مقالات  ذات صلة
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
فضل تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
الإمام نافع المدني
مقدمة عن القراءات القرآنية
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
آداب تلاوة القرآن الكريم
 

أكمل القراءة
منذ 8 أشهر

فضل القرآن العظيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

إن القرآن الكريم كلام الله هو الحبل المتين والسراج المنير. قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  ) (الزمر : 23).

فالقرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة إلى يوم القيامة، أيد الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وتحدى بها الكفار. 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: 88)

 فلما عجزوا عن ذلك عن أن يأتوا بمثله قال لهم سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍۢ مِّثْلِهِۦ مُفْتَرَيَٰتٍۢ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ) . (هود ١٣)

وحينما سمع أمية بن خلف هذا القرآن الكريم وتفكر وتدبر فيه وعلم أنه كلام الله لم يستطع إلا ان يقول مفتريًا على الله الكذب إنه سحر، فقال تعالى في ذلك: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} (المدثر26)

كل هذه آيات تدل على أن القرآن كلام الله ومعجزة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم معترفًا ومقرًّا بهذه النعمة العظيمة: "ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، ألا يُوشِكُ رجُلٌ شبعان على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه" حديث صحيح

وقد حثنا القرآن الكريم والنبي الأمين صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدبر معانيه،

 فقال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة البقرة:121] وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ. حديث صحيح

 وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ" رواه مسلم (804). 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:  يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ - وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ - قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. رواه مسلم (805). 

والمسلم لا يحرم نفسه الأجر من تلاوة القرآن وسماعه في جميع الأحوال، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدرات كل مسلم في تلاوة القرآن، فهناك الماهر بالقرآن ومنهم من يقرأ بصعوبة ويبذل مجهودا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الذي يقرَأُ القرآنَ وهو مَاهِرٌ به مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرَأُ القرآنَ ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شَاقٌ لَهُ أجْرَانِ»

 بل أمرنا الله تعالى بالاستماع للقرآن الكريم والإنصات له: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (204 الأعراف)  
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره فقال لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي القرآن. فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا".فقال النبي: حسبك الآن. قال عبد الله بن مسعود: فنظرت فإذا عيناه تذرفان.


إن القران الكريم سبب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، وقد حذر ربنا مِن هجر القرآن فقالَ: "وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًاووَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا" (الفرقان: ٣٠ - ٣١) 

إن فضائل هذا الكتاب العظيم لا تعد ولا تحصى. وعلى المسلم أن يعلم أن سعادته في التمسك بهذا الكتاب وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضى عنه الله عز وجل

بقلم الشيخ أبو بكر محمد مرسي ابراهيم
معلم القرآن الكريم والتجويد بأكاديمية تواقة

مقالات  ذات صلة
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
فضل تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
الإمام نافع المدني
مقدمة عن القراءات القرآنية
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
آداب تلاوة القرآن الكريم
 

أكمل القراءة
منذ 8 أشهر

فضل القرآن العظيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

إن القرآن الكريم كلام الله هو الحبل المتين والسراج المنير. قال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ  ) (الزمر : 23).

فالقرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة إلى يوم القيامة، أيد الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وتحدى بها الكفار. 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: 88)

 فلما عجزوا عن ذلك عن أن يأتوا بمثله قال لهم سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍۢ مِّثْلِهِۦ مُفْتَرَيَٰتٍۢ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ) . (هود ١٣)

وحينما سمع أمية بن خلف هذا القرآن الكريم وتفكر وتدبر فيه وعلم أنه كلام الله لم يستطع إلا ان يقول مفتريًا على الله الكذب إنه سحر، فقال تعالى في ذلك: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} (المدثر26)

كل هذه آيات تدل على أن القرآن كلام الله ومعجزة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم معترفًا ومقرًّا بهذه النعمة العظيمة: "ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، ألا يُوشِكُ رجُلٌ شبعان على أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه" حديث صحيح

وقد حثنا القرآن الكريم والنبي الأمين صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدبر معانيه،

 فقال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة البقرة:121] وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ. حديث صحيح

 وعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ" رواه مسلم (804). 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:  يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ - وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ - قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا. رواه مسلم (805). 

والمسلم لا يحرم نفسه الأجر من تلاوة القرآن وسماعه في جميع الأحوال، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدرات كل مسلم في تلاوة القرآن، فهناك الماهر بالقرآن ومنهم من يقرأ بصعوبة ويبذل مجهودا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الذي يقرَأُ القرآنَ وهو مَاهِرٌ به مع السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، والذي يقرَأُ القرآنَ ويَتَتَعْتَعُ فيه وهو عليه شَاقٌ لَهُ أجْرَانِ»

 بل أمرنا الله تعالى بالاستماع للقرآن الكريم والإنصات له: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (204 الأعراف)  
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره فقال لعبد الله بن مسعود: اقرأ علي القرآن. فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا".فقال النبي: حسبك الآن. قال عبد الله بن مسعود: فنظرت فإذا عيناه تذرفان.


إن القران الكريم سبب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، وقد حذر ربنا مِن هجر القرآن فقالَ: "وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًاووَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا" (الفرقان: ٣٠ - ٣١) 

إن فضائل هذا الكتاب العظيم لا تعد ولا تحصى. وعلى المسلم أن يعلم أن سعادته في التمسك بهذا الكتاب وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضى عنه الله عز وجل

بقلم الشيخ أبو بكر محمد مرسي ابراهيم
معلم القرآن الكريم والتجويد بأكاديمية تواقة

مقالات  ذات صلة
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
فضل تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
الإمام نافع المدني
مقدمة عن القراءات القرآنية
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
آداب تلاوة القرآن الكريم
 

أكمل القراءة