مقدمة عن القراءات القرآنية
الشيخ محمد علي يوسف
القراءات القرآنية
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد
القران الكريم كان كاملا ومجملا وضعه الله تعالى في اللوح المحفوظ قال تعالى معرفا اياه { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) }
[سُورَةُ البُرُوجِ: ٢١-٢٢] ثم نزل القران الكريم جمله واحده من اللوح المحفوظ نزل واستقر في بيت العزه من السماء الدنيا وكان ذلك في رمضان قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٥]
ثم حدد الوقت فقال تعالى { ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ } [سُورَةُ الدُّخَانِ: ٣]
ثم حدد اكثر واكثر وقت نزول القران فقال تعالى ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [سُورَةُ القَدرِ: ١]
ثم نزل بعدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفصلا بحسب الوقائع والاحداث في قرابة 23 سنه 13 سنه في مكه وعشر سنوات في المدينه قال تعالى (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106) [الإسراء ١٠٥-١٠٦]
كان الوحي يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يامر كتاب الوحي بكتابته وكانت الكتابه تتم بين يديه صلى الله عليه وسلم ثم يأمر بقراءة ما تم كتابته فإن وجد به سقط اقامه واصلحه وكان القران يتنزل في هذا الوقت بقراءه واحده ولكن عندما دخل الناس في دين الله افواجا وانتشر الاسلام كان القران الكريم ما زال ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم باللغه العربيه الفصحى التي توافق حينها لغه قريش قال تعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا }
[سُورَةُ الشُّورَىٰ: ٧] وكان العرب قديما مثل حالهم اليوم قبائل وبلدانا لهجاتهم مختلفه حتى في زمن النبوه فهذه قبيله كذا تقول بالادغام او التسهيل او الاماله فرحمة من الله بالعباد اذن لهم في تغيير بعض الاصوات بما اعتادوا عليه مما لا يؤثر على المعنى بل احيانا يقويه مثل (يؤمنون - يومنون) فلما زاد دخول الناس فيالاسلام واحتاجوا ان يتعلموا القران لكنهم ليسوا جميعا على لسان قريش قال تعالى ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾
[سُورَةُ القَمَرِ: ١٧] وايضا يقول تعالى﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ١٩٥]
والبيان يقتضي تعدد الوجوه فجاء القران بقراءات متعدده ليناسب اللسان العربي صاحب الوجوه المتعدده فعن عبد الله بن ابي بكر عن ابيه ان جبريل عليه السلام قال( يا محمد اقرا القران على حرف قال ميكائيل استزيده فاستزاده حتى بلغ سبعه احرف فقال اقرا القران على سبعه احرف وكلها شاف كاف ما لم تختم ايه عذاب برحمه وايه رحمه بعذاب) وروى الامام مسلم بسنده عن ابي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند اضاة بني غفار {مستنقع من الماء في المدينه المنوره} قال فاتاه جبريل عليه السلام فقال[ ان الله يامرك ان تقرا ان تقرا امتك القران على حرب فقال اسال الله معافاته ومغفرته وان امتي لا تطيق ذلك ثم اتاه الثانيه فقال ان الله يامرك ان تقرا امتك القران على حرفين فقال اسال الله معافاته ومغفره ان امتي لا تطيق ذلك فجاءه الثالثه فقال ان الله يامرك ان تقرا القران على ثلاثه احرف فقال اسال الله معافاته ومغفرته ان امتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعه فقال ان الله يامرك ان تقرا امتك القران على سبعه احرف فايما حرف قراوا عليه اصابوا] وروى الترمذي عن ابي بن كعب ايضا قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال[ يا جبريل اني بعثت الى امه اميين فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيره والغلام قال فمرهم فليقرؤا القران على سبعه احرف] وهنا نلتفت الى كلمه سبعه احرف رقم سبعه هو الرقم الذي يلي رقم سته او يراد به الكثره المطلقه مثال قوله تعالى { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( التوبة: 80 ) }
هل معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم إذا استغفر اكثر من السبعين سيغفر الله لهم كلا بل الله تبارك وتعالى يذكر له رقم سبعين على سبيل المبالغة يعني مهما تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم وهنا يكون معنى على سبعة أحرف سبعة هنا ليست على حقيقتها بل على سبيل المبالغه وهذا ما سنشرحه فى المقال القادم ان شاء الله.
بقلم مقرىء القراءات العشر الصغر ى والعشر الكبرى
الشيخ محمد علي يوسف
مقالات ذات صلة
تعلم القرآن الكريم عن بُعد مع أكاديمية تواقة؟
كيف أحفظ القرآن الكريم مع ضيق الوقت؟
فضل تلاوة القرآن الكريم
ما معنى تواقة؟
فضل القرآن العظيم
الإمام نافع المدني
فضل القرآن الكريم وواجبنا نحوه
آداب تلاوة القرآن الكريم
التعليقات